الزعفران أهم المنتجات الزراعية الإيرانية وأكبرها قيمة، لكنه يتم تصديره بالجملة ومن دون علامات وماركات وبأسعار زهيدة جداً عن طريق بلدان الخليج الفارسي إلى أوربا ويجري تعليبه في أسبانيا وإيطاليا ليباع بأرقام خيالية في العالم وبماركات وعلامات تلك البلدان الأوربية. وحسب تقارير فرانس آغري مر المؤسسة الفرنسية التخصصية في الزراعة والثروة السمكية فإن محافظة خراسان الإيرانية تنتج أكثر من تسعين بالمائة من الزعفران في العالم بيد أنها لا تحتل في التجارة الرسمية للزعفران سوى الموقع رقم 17 عالمياً. تعادل تجارة الزعفران في العالم 8.2 مليار دولار، وللأسف فإن مجموع صادرات إيران من الزعفران لا يزيد على 286 مليون دولار حيث يصدّر بالجملة وبأسعار زهيدة جداً. يتوفر الزعفران على جميع الشروط اللازمة للتحول إلى أرصدة للعملة الرقمية. وقد كان هذا النبات يستخدم منذ عهد طريق الحرير كمرجعية للمبادلات المالية، وعرف بوصفه أثمن وأغلى التوابل في العالم كله. وقد كان من شأن البون الكبير بين ثمن هذا المنتج في الداخل والخارج أن يجعله رصيداً مناسباً في العالم الرقمي للتبادلات الدولية. في سوق يمكنه أن يشهد في كل لحظة تذبذبات واهتزازات شديدة جداً ليس هناك أنفع وأجدى من عملة رقمية لها قيمتها الثابتة. ولحسن الحظ فإن هناك عملات لا تشهد بطبيعتها الذاتية تذبذبات في القيمة وإنما ترجع قيمتها إلى عملة فيات أو شيء معين أو بضاعة لها قيمتها الذاتية، والمستثمرون يثقون بشكل من الأشكال بقيمتها ويحوّلون ممتلكاتهم إليها ليبقوا في مأمن من التذبذبات الشديدة وسقوط السوق. يستهلك الزعفران في أكثر من مائة وثلاثين بلداً في العالم، وبالنظر للظروف المناخية لمحافظة خراسان الإيرانية فإنه يتم إنتاجه هناك بصورة عضوية من دون أية حاجة إلى أي سماد كيمياوي أو سموم. وفي ضوء عدم وجود بنى تحتية للتصدير ولا إمكانيات للتبادلات والتسويات المالية فإن أسعار الزعفران في إيران أقل من خمس أسعاره العالمية، وبلدان الخليج الفارسي باستيرادها للزعفران وتصديرها له إلى أوربا تحصل على أكبر الأرباح في سوق الزعفران.