نظرة فاحصة على متطلبات زراعة الزعفران
المناخ
لا ينمو الزعفران إلا في درجات الحرارة الشديدة سواء الباردة أو الحارة، وعليه فإن التغيير في المناخ حتى لدقيقة واحدة يمكنه أن يترك تأثيراته على نمو هذا النبات. في المناطق التي لها شتاء بارد وصيف حار وجاف ينمو الزعفران بشكل جيد، ويمكن اعتبار المناطق الصحراوية لمحافظة خراسان بإيران أفضل منطقة لنمو هذا النبات.
الحصاد
ينمو الزعفران داخل زهور كروكوس وينبغي حصاده أواسط الصباح في يوم مشمس، وهي عملية جد صعبة وتستغرق الكثير من الوقت. وقد كان الزعفران منذ القدم يحصد في محافظة خراسان بطريقة تقليدية عند وقت السحر وبالأيدي ومن قبل أشخاص أصحاب تجربة، وقد دلت البحوث والتحقيقات على أن هذا الأسلوب هو أفضل أسلوب لحصاد الزعفران.شحّة الزعفران
لحصاد غرام واحد من الزعفران لا بد من وجود 400 زهرة تقريباً. كما أن للخيوط الطويلة والحمراء من الزعفران أشد العطور وأطيب الأطعمة، وعليه تنخفض جداً احتمالات أن تعطي كل زهرة محاصيل راقية. تنتج كل زهرة ثلاثة مياسم فقط، وعليه فلإنتاج پوند واحد (رطل) من الزعفران لا بد من وجود نحو 75000 زهرة كروكوس. تنتج إيران أكثر من تسعين بالمائة من الزعفران في العالم. وتنتج الهند واليونان وأسبانيا وإيطاليا والمغرب وآذربيجان بمجموعها العشرة بالمائة الباقية من زعفران العالم. وتحتل أوربا بـ 35 بالمائة من سوق الاستهلاك حصّة وافرة من أسواق هذا النبات، وتعتبر أسبانيا وإيطاليا من بين الدول الأوربية المستهلك الأساسي للزعفران، وبسبب زيادة الطلب في المواد الغذائية اعتمدت البلدان المنتجة أساليب خاصة لإنتاج الزعفران. والخلاصة هي أنه ينبغي القول إن كل زعفران العالم هو إيراني حتى لو حمل الماركات والعلامات الأسبانية والإيطالية والسويسرية.الإنتاج والتوزيع التقليدي إلى جانب الاستهلاك العالمي جعل الزعفران من أكثر المنتجات في الصناعات الغذائية عرضة للتزييف والغش. وبالمقدور ذكر أسباب أخرى لهذه الظاهرة من قبيل غلاء سعره وعدم تنظيم وعدم الإشراف على سلسلة تأمينه والأساليب التقنية المتاحة لتشخيص أصالته وجودته. وتعتبر الأرباح الكبيرة في سوق الزعفران من العوامل المحفزة على الغش في صناعة الزعفران.
وقد اكتشف المسؤولون الإسبانيون عمليات سرية تتعلق بالزعفران حيث كان المحتالون يخلطون الزعفران بألياف سائر النباتات التي ينقعونها بصبغات صناعية. وتشير الدراسات التي أجريت على الزعفران في الهند إلى أن 44 بالمائة من العينات مختلطة بأسدية ومياسم غير أسدية ومياسم نبات الزعفران بل من مياسم نباتات أخرى. وفي هذه الدراسات لم تحصل أي من النماذج على درجة الجودة ISO أو I . وفي الاستبيان الذي أجراه الفرنسيون عام 2018 م تبيّن أن الزعفران هو أكثر التوابل التي تتعرض للغش والتزييف وتكون غير أصيلة. وقد كانت إحدى العيّنات عبارة عن صبغات صناعية مائة بالمائة. ومن بين عيّنات ونماذج الزعفران الخاضعة للاختبار كانت هناك 81 بالمائة تتصف بإشكالات في الأصالة. خلال دراسات عام 2018 تمت دراسة عيّنات ونماذج مختلفة للزعفران من مختلف المدن الأوربية والآسيوية وقد كانت أكثر من 70 بالمائة من العينات مختلطة بمواد أخرى ذات جودة هابطة، وكمعدل كانت هناك من بين عشرة عينات سبعة عينات مخلوطة بألياف نباتات زهيدة الثمن. وقد ترك المهرّبون المخدرات وتحولوا إلى سماسرة ومحتالين يعملون في مجال الذهب الأحمر إذ يبدو أن هذه العملية توفر لهم عائدات أكثر من باقي الأدوية والمواد. في الهند يدّعي مسؤولو الجمارك أنهم يكتشفون في كل يوم ثلاثة مجرمين من مهرّبي الزعفران، فالمجرمون يحاولون توريد الزهور المعطرة من إيران بطريقة غير قانونية. وقد ارتفعت أسعار الزعفران في الهند بشكل غير مسبوق بسبب قلة زراعته وتغيّر المناخ والري الضعيف وتلوث المنطقة. والرقم المعترف به رسمياً من قبل جمعية الفلاحين الإسبانيين ASAJA هو أن الزعفران الذي ينتج باعتباره إسبانياً من الصعب أن يكون واحد بالمائة منه قد أنتج في أسبانيا فعلاً، أما الباقي فهو مستورد من إيران والمغرب واليونان. وحسب الإحصائيات والأرقام المنشورة من قبل وزارة الصناعة الإسبانية فقد صدّر هذا البلد في عام 2010 قرابة 190 ألف كيلوغرام من الزعفران وحصل بذلك على عائدات تقدر بأربعين مليون جنيه. لكن الإنتاج المحلي الأسباني في ذلك العام لم يتجاوز الـ 1500 كيلوغرام. ويشير هذا الفارق إلى أن المنتجين قد استوردوا زعفراناً أزهد ثمناً وعالجوه وعلّبوه بماركات وعلامات إسبانية.محاربة الاحتيال
الزعفران من أغلى التوابل ثمناً في العالم ويستخدم في الصناعات الغذائية والتجميلية والدوائية. ولكن للأسف فإنه في الوقت ذاته المادة الغذائية الرابعة عالمياً التي يجري تزييفها وغشّها. والسبب في ذلك هو عدم تنظيم سلسلة التأمين وعدم الإشراف عليها وعدم اعتمادها الأساليب التقنية. زعفران توكن طريقة حل لإحباط أساليب الغش والتزييف في هذه الصناعة. الزعفران أو الذهب الأحمر والذي يستخلص من الميسم الجاف لزهور كروكوس الزعفران (Crocus Sativus) مطلوب بشدة في الصناعات الغذائية والمشروبات ومستحضرات التجميل والأدوية. وحسب البحوث والتحقيقات الطبية وبالنظر لمختلف الخواص العلاجية للزعفران في الطب التقليدي يمكن استخدام الزعفران في صناعة الأدوية الخاصة بمعالجة الإضطراب والإلتهابات والسرطان والأنتي أكسيدان وغيرها من الأدوية بما يجعل لهذا النبات حصّته الكبيرة في السوق. كما تستخدم هذه المادة في معالجة الربو والسرطان والهيپوكسي والسعال وضغط الدم والمولتيپل اسكلروزيس وغيرها من الأمراض الشائعة. ويخمّن أن الطلب على الزعفران كخيار نباتي في الاستخدامات الطبية سيحقق لها مكانة خاصة في الأسواق.سلسلة تأمين الزعفران
الفلاح بسقيه ورعايته لبصيلات الزعفران يوفر الظروف لحصاده. وفي هذه المرحلة يحصل القطع الدقيق لأسدية ومياسم الزهور والحؤول دون اختلاط سائر أجزاء الزهرة بها، وهي عملية تتم عادة مع بزوغ الشمس. وبعد استخراج المياسم والخيوط يفرشونها على الأوراق لتجف ثم يبيعونها على السمسار المحلي. ولأجل الحصول على زعفران بجودة معتبرة يجب دوماً التوفر على معلومات عن ظروف ومسار الإنتاج لأن التزييف والغش قد يقع في أية مرحلة. معظم حالات الاحتيال والغش في الزعفران المشار إليها تتم في إحدى مراحل سلسلة التأمين، لذلك ينبغي ترك المعطيات دوماً من دون تصرف، وعدم إصلاحها أو تعديلها إلا من أجل الحفاظ على وضعية المنتج.
وهنا يأتي دور الـ SAFFRON TOKEN :
لأسباب معلومة تنخفض درجة الوثوق بالمنتج. والـ SAFFRON TOKEN باستيعابه للسيناريو العالمي لإنتاج الزعفران يوفر منصة إشراف على سلسلة تأمين الزعفران وإنتاجه.
الـ SAFFRON TOKEN بتعريفه للشفافية في سلسلة التأمين يوفر إمكانية المتابعة والمراقبة. إنه پلت فورم للشراء يتم تنفيذه بتقنية البلاكچين، ويضمن الشفافية الكاملة في إدارة سلسلة التأمين لمختلف الصناعات ليكتسب الثقة والفاعلية السابقة.
يعد الـ SAFFRON TOKEN في مثل هذه الصناعة جائزة مفيدة جداً لأنه يمكن تسجيل كل مرحلة من سلسلة التأمين ابتداء من الحصاد إلى التعليب في البلاكچين، ويمكن للمستهلك مشاهدة كل سياقات تأمين الزعفران من عامل الإنتاج إلى بائع الخردة، الأمر الذي يثبت درجة أعلى من سلامة المنتج وأصالته.
مميزات الـ SAFFRON TOKEN في صناعة وإنتاج وتوزيع الزعفران:
يمكن رصد المعلومات من الإنتاج إلى مكان التسليم.
يمكن بهذه الطريقة تحليل وبرمجة النشاطات والمعاملات على أساس معلومات مجمل سلسلة التأمين.
دمج أجهزة أنترنت الأشياء للمتابعة والرصد الحي.
توفر هذه الطريقة رؤية كاملة لكل الأطراف المعنية بالموضوع.
يمكن لكل طرف في النظام أن يتوفر على المعطيات في أي زمن أراد.
الـ SAFFRON TOKEN طريقة الغاية منها تسهيل سلسلة التأمين وإضفاء الطابع الأخلاقي عليها ومعالجة مشكلات مهمة تواجهها العمليات الصناعية.
بمقدور الـ SAFFRON TOKEN توفير ظروف «رابح – رابح» للمستهلكين وللمنتجين والعاملين.
كلما كانت شفافية سياق إنتاج المواد الغذائية أكبر ستتوفر للمستهلكين معلومات أكثر لاتخاذ قرار واع بخصوص المواد الغذائية التي يشترونها. بالزراعة المبتنية على البلاكچين ستعود أسعار المواد الغذائية أقل وأزهد، ولكن من الأفضل لنا أن نعلم من أين تأتي هذه المواد. البلاكچين هو مفتاح إنتاج المحاصيل الزراعية والمواد الغذائية الحقيقية والعضوية والمحلية التي تتوفر للجميع بأسعار منطقية. الزراعة المبتنية على البلاكچين يراد لها تبسيط مراحل نمو وتوزيع المواد الغذائية. الغاية من هذا السياق ربط كل الأجزاء والأقسام بمصدر حقيقي واحد لسلسلة التأمين في المجال الزراعي. تقنية البلاكچين طريقة لتخزين وإشراك المعلومات والمعطيات في شبكة من المستخدمين في فضاء افتراضي مفتوح. توفر تقنية بلاكچين لجميع المستخدمين إمكانية مشاهدة جميع العمليات المالية بشكل متزامن وآني. كمثال يستطيع بائع الخردة بهذه التقنية أن يشاهد المصدر أو المزارع أو الشركة التي اشترى منها مؤمّنه (الذي باع له المنتج) المنتجَ المقصود. وحيث أن هذه المعطيات والعمليات لا تخزّن في مكان معين بل تتواجد على كل الحواسيب الموجودة على الشبكة لذلك لا تبقى إمكانية للتلاعب بها أو تعرضها للهكر.
وفي هذه الغمرة سوف يستفيد الزبائن من تقنية البلاكچين بنحو جاد وحقيقي.
الطريق الأبرز لاستخدام البلاكچين في التجارة والأعمال هو استخدامه في سلسلة التأمين. الكثير من الأقسام والمؤسسات خصصت لموضوع كيف تجعل هذه التقنية عمليات الإنتاج أسهل وأكثر كفاءة.
في الوقت الحاضر لا يعرف إلّا عدد قليل من الناس سياقات مصادر أطعمتهم وأشربتهم ولا يعلمون شيئاً عن المكان الذي تم فيه إنتاج ومعالجة المنتجات والرحلة التي قطعتها هذه المنتجات إلى أن وصلت إلى ممرات السوبرماركتات المحلية.
ومع ذلك فإن الشفافية التي تمنحها تقنية البلاكچين تعني أنّ كل شيء يمكن مشاهدته بسهولة عن طريق تصوير رمز البضاعة بهاتفكم الجوال حيث تظهر كل المعلومات والمعطيات اللازمة على الفور على الشاشة أمامكم.
وعليه حيث أننا جميعاً نرغب في معرفة ما نستهلكه وكيفية استهلاكه فإن تقنية البلاكچين تساعدنا في تحقيق هذه الرغبة، وتساعد في الوقت ذاته منتجي المواد الغذائية ليستطيعوا تحسين طريقة إنتاج ومسار المواد الغذائية على مستوى العالم.
تقنية البلاكچين الحديثة وأنترنت الأشياء تعمل حالياً على إيجاد تغيير وتحول بديع في مجال عرض المواد الغذائية، ويمكنها بناءً على الدراسات التي أجريت من قبل المتخصصين أن توفر في المستقبل القريب مفتاح الأمن الغذائي في العالم.